فيصل بن سلمان يرعى ندوة “مئوية كتاب ملوك العرب” ويحتفي بإرث أمين الريحاني التاريخي
رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، الندوة العلمية المميزة بعنوان “مئوية كتاب ملوك العرب”، وذلك في قاعة الملك عبدالعزيز للمحاضرات بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض. جاءت الندوة بتنظيم من دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع مؤسسة أمين الريحاني، ورافقتها فعاليات معرض تاريخي يعكس إرث الكتاب ومؤلفه.
احتفاء بكتاب شكّل محطة تاريخية
افتتحت الندوة بحفل استقبال مهيب، تخلله السلام الملكي وتلاوة من القرآن الكريم، تلاه كلمة الأمير فيصل بن سلمان، الذي أكد أهمية المناسبة التي تعكس مرور 100 عام على صدور كتاب “ملوك العرب”. أوضح الأمير أن هذا الكتاب يمثل أكثر من مجرد توثيق تاريخي، إذ يُظهر العلاقة الفريدة التي جمعت المفكر أمين الريحاني بالجزيرة العربية، وكيف استطاع الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بحكمته ونظرته المنفتحة أن يُغير التصورات المغلوطة لدى الريحاني، ويبرز القيم الإسلامية والعربية الأصيلة.
وأضاف سموه أن الريحاني استلهم في كتابه أبعادًا عميقة من شخصية الملك عبدالعزيز، أبرزها شغفه الكبير بالتاريخ والصحافة، واهتمامه بفهم تجارب الأمم الأخرى ومتابعة السياسات العالمية بما يخدم مصلحة بلاده. وأكد الأمير فيصل أن هذا النهج الرائد استمر في أبناء الملك المؤسس وصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، حيث واصلت المملكة مسيرتها على أسس القيم الإسلامية والانفتاح والبناء الحضاري.
تكريم أسرة الريحاني وفعاليات مميزة
في بادرة رمزية، قدم الأمير فيصل بن سلمان هدية تذكارية لأسرة الأديب أمين الريحاني، تضمنت سيفًا مشابهًا للسيف الذي أهداه الملك عبدالعزيز للريحاني في لقائهم التاريخي. كما شاهد الحضور فيلمًا وثائقيًا تناول خلفيات الكتاب ودلالاته التاريخية، ما أضفى بعدًا تفاعليًا على المناسبة.
جلسات علمية ومعرض مصاحب
انطلقت بعد ذلك الجلسات العلمية التي تناولت محاور أدبية وتاريخية عن الكتاب وأهميته، بحضور نخبة من المفكرين والمؤرخين. وركزت الجلسات على دور الريحاني في توثيق تاريخ الجزيرة العربية وعلاقته بالقادة العرب، وكيف قدم سردًا يعكس عمق المرحلة التاريخية التي عاشها.
إلى جانب الندوة، أُقيم معرض مصاحب يعرض صورًا ووثائق نادرة تسلط الضوء على حياة الريحاني واللقاءات التي جمعته مع قادة العرب، بما في ذلك الملك عبدالعزيز.
تعزيز التراث الثقافي والتاريخي
تأتي هذه الفعالية ضمن جهود دارة الملك عبدالعزيز المستمرة لتعزيز المعرفة التاريخية والثقافية، ودعم توثيق التراث العربي. وأكد سمو الأمير فيصل أهمية توجيه الأنظار نحو رموز الفكر والأدب العربي مثل أمين الريحاني، الذين تركوا بصمات خالدة في فهم تاريخ المنطقة ومكانتها.