اختتم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) ماراثون القراءة “أقرأ” بمشاركة 17 مكتبة عربية من خمس دول (السعودية، مصر، عُمان، تونس، الجزائر)، حيث نجح المشاركون في قراءة ما يقرب من مليون ونصف صفحة على مدار أيام الفعالية. يأتي هذا الحدث بالتعاون مع الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، ويعدّ الماراثون الأول من نوعه في العالم العربي، مما يعكس جهودًا متواصلة لتعزيز ثقافة القراءة وإثراء المجتمع بالمعرفة.
شهد الماراثون حضورًا واسعًا من المدارس والجامعات ومختلف شرائح المجتمع، مع تنظيم فعاليات تفاعلية أضفت طابعًا مميزًا على الحدث. وأُعلنت نتائج المكتبات المشاركة عبر شاشات مركز إثراء، وسط أجواء احتفالية أكدت الأثر الإيجابي للماراثون في تحفيز المجتمع العربي على القراءة.
قصص نجاح مُلهمة
تميز الماراثون بروايات إنسانية ملهمة مثل قصة إبراهيم سلمان، أحد المشاركين السعوديين من ذوي الإعاقة البصرية، الذي قرأ أكثر من 100 صفحة مستعينًا بلغة برايل ودعم صديقه. من جانبه، عبر المشارك الصيني هيرون إيمزي عن إعجابه بالتنوع الثقافي للماراثون، ونجح في قراءة أعمال أدبية باللغة الإنجليزية، مشيرًا إلى أن هذا الحدث كان فرصة لالتقاء الثقافات ومشاركة المعارف.
تحفيز بيئي عبر القراءة
ضمن الجهود البيئية المرتبطة بالماراثون، التزم مركز إثراء بزراعة شجرة لكل 100 صفحة تُقرأ بالتعاون مع المركز الوطني لمكافحة التصحر وتنمية الغطاء النباتي. وقد أُنجزت زراعة أكثر من 8000 شتلة خلال النسخ الثلاث الماضية من الماراثون، تأكيدًا على دمج الثقافة مع الاستدامة البيئية.
المكتبات المشاركة
شارك في الماراثون نخبة من المكتبات المرموقة في العالم العربي، منها مكتبة إثراء وبيت الثقافة بالدمام من السعودية، ومكتبة الإسكندرية ومكتبات مصر العامة من مصر، إضافة إلى مكتبات وجامعات في عُمان، تونس، والجزائر. ساهمت هذه المكتبات في تقديم مختارات متنوعة تناسب جميع الفئات العمرية وتشجيع الجمهور على الانخراط في عالم القراءة.
نحو ثقافة قراءة مستدامة
أكدت الأكاديمية بثينة المحمد أن الماراثون يفتح آفاقًا جديدة لتعزيز مفهوم القراءة الشامل، مشيرة إلى أن المبادرات الثقافية من هذا النوع تُعد ضرورة لتعزيز الهوية الثقافية ودفع غير المهتمين نحو حب القراءة.
يمثل ماراثون “أقرأ” خطوة هامة نحو ترسيخ القراءة كعادة يومية وجعل المكتبات العامة مراكز تفاعلية للمعرفة والثقافة، وهو ما يعزز رؤية مركز إثراء في أن يكون منبرًا للمعرفة والتطوير الثقافي.