جدة – 05 محرم 1447 هـ الموافق 30 يونيو 2025 م
تمثل محافظة العرضيات التابعة لمنطقة مكة المكرمة كنزًا أثريًا غنيًا بالنقوش والآثار التي تمتد جذورها إلى العصور العربية البائدة والعصور الحجرية، ما يجعلها محطة هامة في خارطة التراث الثقافي للمملكة العربية السعودية، وشاهدًا حيًا على الحضارات التي تعاقبت على أرضها منذ آلاف السنين.
ووفقًا للباحث في التاريخ والآثار عبدالله الرزقي، تنقسم النقوش في العرضيات إلى ثلاثة أنواع رئيسية، هي:
-
رسوم الوعول والحيوانات البرية، والتي تُعد من أبرز سمات النقوش الصخرية القديمة في الجزيرة العربية، وتُظهر ارتباط الإنسان بالحياة البرية وبيئته المباشرة.
-
كتابات نبطية وثمودية، تحمل دلالات لغوية وتاريخية عميقة عن الشعوب التي سكنت المنطقة في فترات ما قبل الإسلام.
-
كتابات إسلامية مبكرة، من أبرزها شاهد مريم بنت قيس الذي يعود إلى القرن الأول الهجري، ويمثل توثيقًا نادرًا لمرحلة التدوين والنقوش الإسلامية المبكرة.
منجم “ثميده”.. إرث جيولوجي مميز
وفي جانب آخر من الثراء الطبيعي والثقافي، تحتضن العرضيات منجم “ثميده” الشهير، الذي يقع في نفق صخري بطول 50 مترًا، ويُعد من أبرز مواقع استخراج الكحل الأثمدي ومعدن الرصاص في المنطقة. ويمتد هذا المنجم عبر الجبال بين أبيان وجبل ثربان، ويتفرع إلى شعاب تصب في وادي قنونا غربًا، ووادي يبه شرقًا، مما يعكس القيمة الاقتصادية والتاريخية لهذا المورد في المنطقة.
دعوة للحماية والتوثيق
دعا الباحثون والمهتمون بالتراث إلى تسليط الضوء على هذه الكنوز الأثرية من خلال مبادرات حماية وتوثيق، وإدراجها ضمن المشاريع السياحية والثقافية التي تستهدف تعزيز الهوية التاريخية للمملكة، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 في تنمية السياحة الداخلية وصون الموروث الحضاري.