جدة – 06 محرم 1447 هـ الموافق 01 يوليو 2025 م
يمثل متحف مدينة الطيبات العالمية للعلوم والمعرفة أحد أبرز الوجهات الثقافية في المملكة العربية السعودية، وصرحًا حضاريًا مميزًا يجسد عمق التاريخ الوطني وتنوع الحضارات الإنسانية، من خلال معروضات فريدة وتجربة متحفية متكاملة تجمع بين التراث المحلي والبعد الإنساني العالمي.
يقع المتحف في قلب حي الفيصلية بمدينة جدة على مساحة تقارب 10,000 متر مربع، ويضم أكثر من 365 قاعة عرض، بعدد أيام السنة، موزعة على 12 مبنى تراثيًا، وتحتوي على آلاف القطع الأثرية والمجسمات والصور والوثائق التي تروي حكاية حضارات متعددة، بدءًا من التاريخ المحلي للحجاز والمملكة وحتى الحضارات العالمية مثل آشور وبابل ومصر القديمة والعصور الإسلامية واليونانية والرومانية.
إرث ثقافي ومعماري متكامل
تم افتتاح المتحف عام 1999م بعد عقود من الجهد الشخصي للمؤسس الشيخ عبدالرؤوف خليل، الذي كرس أكثر من 45 عامًا في توثيق التراث الإنساني والمحلي، جامعًا كنوزًا نادرة من أنحاء العالم. وقد تم تصميم المتحف ليعكس الطراز العمراني التقليدي لمدينة جدة التاريخية، مما يجعل زيارته تجربة بصرية ومعرفية فريدة.
جناح الملك عبدالعزيز.. توثيق لتاريخ المملكة
يتضمن المتحف جناح الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه، الذي يستعرض مسيرة توحيد المملكة منذ استعادة الرياض عام 1902م وحتى إعلانها دولة موحدة عام 1932م، عبر خرائط، صور، وثائق أصلية، ومجسمات بصرية، كما يستعرض إنجازات ملوك المملكة وصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله.
حضارات وعصور.. ومكتبة معرفية ضخمة
يحتوي المتحف على معروضات فريدة من حضارات آشور، وبابل، ومصر القديمة، والرومان، والحضارة الإسلامية، بالإضافة إلى نماذج من الحياة الاجتماعية والتراث المعماري في مختلف مناطق المملكة من الجنوب إلى الشمال. كما يضم قاعة للإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ومكتبة معرفية تتضمن أكثر من 200 ألف كتاب ومرجع، ومجسمات ولوحات تعريفية تشمل 120 ألف معلومة تاريخية.
منصة تعليمية وثقافية مفتوحة للمجتمع
يعد المتحف وجهة رئيسة للوفود التعليمية والبحثية والزوار من مختلف الأعمار، وينظم باستمرار فعاليات ثقافية، ودورات معرفية، ومعارض تفاعلية، مما يعزز دوره كمركز ثقافي يسهم في بناء الوعي الوطني، ونشر الثقافة المتحفية، ودعم رؤية المملكة 2030 في تنمية القطاع الثقافي والتراثي.