مكة المكرمة | 26 محرم 1447 هـ الموافق 21 يوليو 2025م
في قلب العاصمة المقدسة، يقف متحف العمودي شاهدًا حيًّا على عبق التاريخ، وواحدًا من أبرز المتاحف الخاصة في مكة المكرمة، حيث يقدم تجربة ثقافية ثرية تعكس تفاصيل الحياة اليومية التي عاشها الآباء والأجداد، ويمنح الزوار نافذة ممتدة على التراث الشعبي والإنساني العريق في المملكة.
يمتد المتحف على مساحة تُقدّر بـ 2000 متر مربع، ويضم أكثر من 15 ألف قطعة تراثية يعود بعضها لأكثر من 150 عامًا، تتنوع بين الملبوسات التقليدية المكية، والأدوات الزراعية، والآلات الموسيقية، والعملات النادرة، والأسلحة والدروع، إلى جانب الحرف اليدوية مثل النجارة وصناعة الفخار والدباغة والحدادة.
ويبرز المتحف بقيمته التعليمية والثقافية، حيث يقدّم محتوى ثريًا للزوار من مختلف الفئات، ويفتح أبوابه بشكل يومي للأفراد والعائلات والرحلات المدرسية والجامعية، كما يضم أركانًا تفاعلية مخصصة للطلاب لتعزيز ارتباطهم بالتراث الوطني، وتنمية فهمهم لعادات وتقاليد المجتمع السعودي.
وأكد مؤسس المتحف، أبو بكر بن عبد الرحمن العمودي، أن فكرة إنشاء المتحف انطلقت من الرغبة في توثيق الموروث المحلي وتقديمه للأجيال القادمة بطريقة جاذبة وتفاعلية، مشيرًا إلى أن المتحف يستعرض نماذج معمارية من البيوت الحجازية القديمة، ويحتوي على ركن خاص يوثق تاريخ المسجد الحرام والمشاعر المقدسة عبر صور ووثائق نادرة منذ أكثر من قرن.
ويُعد المتحف أحد أبرز الوجهات الثقافية التي تساهم في تعزيز السياحة التراثية في مكة المكرمة، حيث يشهد إقبالًا مستمرًا من المواطنين والمقيمين وزوار الحرمين الشريفين من داخل المملكة وخارجها، وذلك ضمن رؤية وطنية شاملة تهدف إلى إبراز التراث السعودي ودعم المبادرات الثقافية المتخصصة.