المدينة المنورة | 4 أغسطس 2025
في إطار البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض المدينة المنورة للكتاب 2025، نظّمت هيئة الأدب والنشر والترجمة ورشة عمل نوعية بعنوان “التمييز بين المعلومة والمعرفة في عالم رقمي”، قدّمتها الكاتبة والخبيرة في التمكين القرائي ريم الجوفي، وسط حضور مكثّف من المهتمين بالتعليم الرقمي، والطلاب، وصناع المحتوى.
وخلال الورشة، أوضحت الجوفي أن الفارق بين “المعلومة” و”المعرفة” يُعد محوريًا في زمن الانفجار المعلوماتي، حيث تُشكّل المعلومة المادة الأولية التي تُبنى عليها المعرفة، مشيرة إلى أن المعرفة هي عملية عقلية ناضجة تعتمد على تأمل وتحليل وربط المعلومة بالسياق والوعي الشخصي والتجربة.
وأكدت أن التحدي اليوم لا يكمن في نقص المعلومات، بل في كيفية التمييز بين الغث والسمين منها، وفهم السياقات التي تنتج فيها، مشددة على أن التسارع الرقمي وانتشار المنصات الاجتماعية عزّز من خطورة تلقي معلومات مضلّلة دون تمحيص أو تحقق.
ودعت الجوفي إلى تعزيز مهارات التفكير النقدي والقراءة الواعية لدى مختلف فئات المجتمع، باعتبارها أدوات حيوية لتحويل المعلومات المجردة إلى معرفة حقيقية يمكن استثمارها في تطوير الذات، والمجتمع، والاقتصاد المعرفي الوطني.
كما تناولت الورشة مجموعة من التجارب والمبادرات التي تهدف إلى تمكين الأفراد من التعامل الذكي مع البيانات والمحتوى الرقمي، وتدريبهم على تقييم المصادر والتفاعل الأخلاقي مع المعلومات، وذلك تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في بناء مجتمع معرفي متمكن.
اختُتمت الورشة بتفاعل حيوي من الحضور، وتوصيات بضرورة دمج هذه المفاهيم في المناهج التعليمية، وتطوير برامج تدريبية ترفع من الوعي الرقمي للأجيال الجديدة في ظل التحولات التقنية الراهنة.