📍 المدينة المنورة | 11 صفر 1447 هـ الموافق 05 أغسطس 2025 م
ضمن فعاليات معرض المدينة المنورة للكتاب 2025، أقيمت ندوة علمية نوعية حملت عنوان “الجزيرة العربية: مهدُ الإنسان والحضارة”، وسط حضور واسع من المهتمين بالتاريخ والآثار والأنثروبولوجيا. أدار الندوة الإعلامي محمد باسلامة، واستضافت الباحث المتخصص في التاريخ الشمولي الدكتور عبداللطيف العفالق، الذي قدّم رؤية علمية شاملة تنطلق من فرضية تؤكّد أن الجزيرة العربية ليست فقط ممرًا للهجرات البشرية، بل موطنًا أصيلًا لنشوء الإنسان المعاصر.
وأكّد العفالق، خلال حديثه، أن المكتشفات الحديثة في مجالات الحفريات والنقوش والأدوات الحجرية، إلى جانب الدراسات المناخية والجيولوجية، جميعها تشير إلى أن الجزيرة العربية كانت بيئة مناسبة للحياة البشرية منذ فجر التاريخ، وتوفرت فيها مقومات استقرار الإنسان، من غابات متحجرة، وموارد مائية، وأنظمة بيئية متكاملة.
وطرح العفالق رؤيته التي وثّقها في كتابه الصادر حديثًا بعنوان “جذور”، والذي يعرض أطروحة علمية جديدة تُعيد صياغة الفرضيات التقليدية حول أصل الإنسان، ويقدم أدلة قوية تضع الجزيرة العربية في قلب النقاش العالمي حول مهد الإنسان الأول، متجاوزًا بذلك النظريات الغربية السائدة التي حصرت النشأة الأولى في مناطق أخرى من العالم القديم.
كما شدّد على أن التحليل المتكامل للمعطيات العلمية، في ضوء النصوص الدينية، يعزز من فرضية أن الجزيرة العربية كانت مهدًا للحضارة الإنسانية، ويعكس عمق العلاقة بين الإنسان والمكان عبر التاريخ.
الندوة فتحت نقاشًا واسعًا حول الهوية الحضارية للجزيرة العربية، وأهمية إعادة النظر في الموقع الجغرافي للمنطقة ضمن السياق العلمي العالمي، بما يعزّز من قيمة الإرث الحضاري والثقافي للمملكة، ويواكب تطلعات رؤية المملكة 2030 في ترسيخ العمق الحضاري كأحد ركائزها الأساسية.