📍 الباحة – 11 أغسطس 2025
شهدت منطقة الباحة خلال موسم صيف 2025 انتعاشًا سياحيًا ملحوظًا بفضل ما قدمته القرى التراثية والأسواق الشعبية من تجارب غنية تجمع بين الأصالة والهوية الثقافية العريقة. فقد أسهمت هذه الوجهات في إحياء ملامح الحياة القديمة، وإبراز التراث المادي واللامادي للمنطقة بطريقة حية تُمكّن الزائر من معايشة أجواء الماضي بكل تفاصيله.
تميزت الفعاليات بثراء برامجها، حيث تنوعت بين العروض والألعاب الشعبية، والرقصات الفلكلورية، وورش الحرف اليدوية كالتطريز وصناعة الملابس التراثية، إضافة إلى عرض مهارات البناء التقليدي والزراعة، وتنظيم ورش فنية ودورات في الخط العربي والرسم الحر. كما استمتع الزوار بركن الأكلات الشعبية، وبالأنشطة التفاعلية الموجهة للأطفال، فضلًا عن العروض الحية التي قدمتها الفرق الاستعراضية.
وأوضح الحسين الزهراني، المشرف على مهرجان قرية الأطاولة التراثي في نسخته الثامنة، أن المهرجان جمع بين سحر الطبيعة وجمال التاريخ، وأتاح للزوار من داخل وخارج المملكة التعرف على العادات والتقاليد والأزياء التراثية، وسط أجواء مليئة بالفنون الشعبية والموروث الأصيل.
وفي قرية الموسى التراثية، نظم مهرجان الدار بنسخته الثالثة تحت إشراف هاشم الزهراني، مستضيفًا 70 حرفيًا قدموا منتجاتهم من مختلف الحرف اليدوية. وأكد الزهراني أن المهرجان يهدف إلى المحافظة على التراث المحلي وتنشيط السياحة، مشيرًا إلى أن القرية بعد ترميمها في 2021 أصبحت مركزًا حيويًا للفعاليات والمبادرات المجتمعية.
كما أسدل سوق رغدان التاريخي الستار على برامجه الصيفية التي استمرت خمسة أيام تحت شعار “حكاية.. وتراث”، مقدّمًا عروضًا فنية وثقافية دعمت الحرفيين والأسر المنتجة. وفي قرية الملد التراثية، ساهم متحف الأخوين في تعزيز الوعي بالتاريخ المحلي، مستفيدًا من حصن “التوأمين” الأثري الذي يطل على القرية ويجاورها عدد من المنازل القديمة.
ويظل سوق السبت في محافظة بلجرشي أحد أقدم الأسواق الشعبية في المنطقة، محتفظًا برونقه الخاص منذ أكثر من قرن، رغم انتشار الأسواق الحديثة.
تحتضن منطقة الباحة أكثر من 194 موقعًا أثريًا وتراثيًا، منها 72 قرية تراثية، مما يجعلها وجهة سياحية بارزة على مدار العام، ومحركًا اقتصاديًا وثقافيًا يدعم مستهدفات رؤية المملكة 2030، ويعزز حضور الهوية الوطنية أمام الأجيال القادمة.