الرياض | 18 أغسطس 2025
تواصل وزارة الثقافة تقديم عرضها المسرحي المبتكر “ترحال” في قاعة ميادين بالدرعية، حيث يعيش الحضور تجربة غامرة تتجاوز حدود المشاهد المسرحية التقليدية، لتأخذهم في رحلة بصرية ووجدانية عبر سبعة عشر لوحة متتابعة تُجسّد ملامح الهوية السعودية بروح معاصرة، وذلك حتى 25 أغسطس الجاري.
ويتميز العرض بقدرته على إعادة تشكيل المكان والذاكرة عبر بوابات بصرية تُدمج الضوء بالحركة والصوت، في صياغة جمالية تجعل اللوحات أشبه بقصيدة تُقرأ بالحواس قبل الكلمات. ومع بداية العرض، يشعر المشاهد أنه انتقل إلى عالم جديد تتداخل فيه المؤثرات الضوئية والعناصر الحركية، ليوازي في إبهاره العروض المسرحية الغامرة العالمية.
وتروي أحداث “ترحال” رحلة رمزية للبطل سعد عبر مناطق المملكة المختلفة، متنقلًا بين السواحل البحرية، والجبال الشاهقة، والوديان الخصبة، والصحاري الذهبية، وواحات النخيل، مرورًا بالمدن والقرى والأسواق الشعبية والمجالس السعودية الأصيلة، حيث تنسج كل لوحة مشهدًا متفردًا يعكس جمال التنوع الثقافي والفني في المملكة.
ومن أبرز اللوحات التي أسرت الجمهور:
-
لوحة الحِرف اليدوية التي قدّمت المهن التقليدية السعودية من خلال تكوينات حركية حيّة تمازجت فيها الأدوات التراثية مع إسقاطات ضوئية تُحاكي عملية الصناعة.
-
البيئة البحرية التي تحوّل فيها المسرح إلى بحر نابض بالحياة، ترافقه أصوات النهّام والأمواج، في مشهد غامر يوظف التقنية بدقة عالية.
-
لوحة المجالس التي استعرضت التقاليد الاجتماعية السعودية بلغة بصرية هادئة وألوان دافئة تعكس عمق القيم المحلية.
ويعود تميز “ترحال” إلى الاستخدام الذكي للتقنية بوصفها أداة تعبيرية لا مجرد عنصر زخرفي، حيث أشرف على إخراجه وتنفيذه فريق متخصص جمع خبرات محلية ودولية. وقد أبدع في خلق انسجام بين الصوت والصورة والحركة ليمنح العرض بعدًا فنيًا متفردًا يقدّم الهوية السعودية بروح مبتكرة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.