أبها | 20 أغسطس 2025
تمثل محافظة تنومة، الواقعة شمال منطقة عسير على بُعد 150 كيلومترًا من أبها، إحدى أبرز الوجهات السياحية الجيولوجية في المملكة، بفضل تكويناتها الطبيعية المدهشة وتنوعها البيئي الفريد، مما يجعلها مقصدًا لعشاق الطبيعة والمستكشفين والمهتمين بعلوم الأرض.
ويؤكد الدكتور عبد الله محمد العمري، المشرف على مركز الدراسات الزلزالية بجامعة الملك سعود ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الأرض، أن تنومة تعد مخزونًا طبيعيًا غنيًا باعتبارها جزءًا من سلسلة جبال السروات، مشيرًا إلى أنها تزخر بجبال شاهقة ووديان عميقة تضفي على المنطقة طابعًا جيولوجيًا نادرًا.
ويمتد الإقليم الجغرافي لتنومة من الشمال إلى الجنوب بعرض يقارب 25 كيلومترًا، ومن الشرق إلى الغرب بطول يصل إلى 80 كيلومترًا، ويضم مرتفعات جبلية عديدة مثل جبل منعا، وعكران، والجرداء، والفرش، ولنبش، وغلامة، إلى جانب سلسلة الجبال الغربية مثل عطان، والمنامة، وعبد الله، وجلالة، والفطام، والقضية، والطائفة، والحمام، وجبال آل سودة، ومومة.
ومن أبرز المعالم الطبيعية في تنومة جبال ضد، وهي سلسلة جبلية وعرة تعرف بقممها الشاهقة وصعوبة مسالكها، حيث لا يتقن التنقل عبرها إلا سكان المنطقة ممن ورثوا خبرة التعامل معها عبر أجيال. وتُعرف قمتها الأعلى باسم جبل طلا، وتنتشر حولها قرى مثل عتمة، ترتع، آلية سيارة، زقاق، والبطن.
أما جبل عكران، فيُعد من أبرز أيقونات تنومة الجيولوجية، إذ يتميز بكتله الصخرية الضخمة وكهفه الكبير المطل على الغرب، إضافة إلى شلالاته التي تنبثق من قمته خلال موسم الأمطار الصيفية، لتتحول المنطقة إلى لوحة طبيعية خضراء تأسر أنظار الزوار.
وإلى جانب ثرواتها الطبيعية، تحمل جبال تنومة إرثًا تاريخيًا عريقًا، حيث كانت تقع على مسار طريق الحاج اليمني، الذي جعل منها محطة مهمة للتبادل التجاري مع الحجاج، خصوصًا في المواد الغذائية والسلع الأساسية، فضلًا عن احتضانها لمؤشرات غنية حول وجود معادن نفيسة.
وتسهم هذه المقومات مجتمعة في جعل تنومة ركيزة أساسية ضمن خطط رؤية المملكة 2030 لتنمية السياحة الجيولوجية، وتعزيز حضور المملكة كوجهة عالمية لمحبي استكشاف الطبيعة والجيولوجيا.