عرعر | 26 أغسطس 2025
تشهد منطقة الحدود الشمالية حراكًا اقتصاديًا متناميًا في مجال الحرف اليدوية، التي تمثل جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية للمملكة، حيث برزت منتجات مثل نسيج السدو، وصناعة بيوت الشعر، والمغزل، والملبوسات التقليدية المزخرفة، والعطور التراثية كركائز لهذا النشاط المتجذر عبر الأجيال.
وتعد الحرف اليدوية التي تقودها النساء الكبيرات في السن خاصةً، مصدر دخل أساسي للكثير من الأسر، ما يعكس الدور المتنامي للمرأة في دعم الاقتصاد المحلي. وقد شكّل السوق الشعبي بعرعر، الذي افتُتح قبل نحو عشر سنوات، منصة رئيسية لعرض هذه المنتجات، عبر تخصيص مواقع ثابتة للحرفيات. وأكدت الحرفية أم ندى أن السوق أسهم في تطوير نشاطها التجاري، فيما أوضحت أم سعود أن هذه المهن أصبحت مصدر رزق ثابت يعزز حضور المرأة في المشهد الاقتصادي.
وفي بعد ثقافي، استعرضت جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة قطعة فنية من نسيج السدو بطول 17 مترًا، نسجتها إحدى الحرفيات خلال أشهر عدة، بزخارف تقليدية وألوان متناغمة تجسد جماليات التراث المحلي.
ويواكب هذا الحراك برامج تطويرية أطلقتها إدارة السوق الشعبي، تضمنت دورات تدريبية في مجالات البيع والشراء، التسويق الإلكتروني، الادخار، وتطوير الذات، بما يسهم في تمكين الحرفيات ورفع قدرتهن على التعامل مع متطلبات التجارة الحديثة. كما فُتحت أمامهن أبواب المشاركة في المهرجانات المحلية للتعريف بهذه الحرف للأجيال الجديدة وضمان استمراريتها.
ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان عام 2025 “عام الحِرف اليدوية” في المملكة، احتفاءً بالقيمة الثقافية والإبداعية لهذه المهن، وتأكيدًا على حضورها المحلي والعالمي كجزء من الهوية السعودية المتجددة.