أبها – 10 ربيع الأول 1447 هـ الموافق 02 سبتمبر 2025 م
تُعد محافظة رجال ألمع الواقعة غرب مدينة أبها بنحو (45) كيلومترًا، إحدى أبرز الوجهات السياحية والتراثية في منطقة عسير، حيث تتناغم الطبيعة الجبلية الخلابة مع الموروث الثقافي العريق، لتشكل لوحة بديعة تستقطب آلاف الزوار خلال موسم الأمطار.
وتزدان المحافظة هذه الأيام بمشاهد الغابات الكثيفة والشلالات المنحدرة من المرتفعات، إلى جانب الأجواء الممطرة والهواء العليل، مما يجعلها مقصدًا مثاليًا لمحبي الطبيعة. وتبرز البيوت الحجرية التراثية على سفوح الجبال كمعالم عمرانية فريدة، تجسّد قدرة الإنسان على التكيف مع تضاريس عسير عبر قرون طويلة، فيما تعكس النقوش والزخارف الفنية “القط العسيري” هوية عمرانية أصيلة ميّزت المنطقة.
كما تتميز المدرجات الزراعية المزروعة بالذرة والبن والدخن بكونها شاهدًا حيًا على ارتباط أهالي رجال ألمع بأرضهم وموروثهم الزراعي، بينما تشكل المناحل التقليدية أحد أبرز عناصر الاقتصاد المحلي، إذ تشتهر عسير بجودة عسلها الطبيعي. وتدعو الممرات الترابية وسط غابات السدر والسيال والطلح الزوار إلى رحلات استكشاف واستجمام في أحضان الطبيعة.
ومن أبرز معالم المحافظة القرية التراثية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ثلاثة قرون، وتتميز بمبانٍ مشيّدة من الحجر والطين والخشب يصل ارتفاع بعضها إلى ثمانية طوابق، وتحتضن متحف رجال ألمع التراثي الذي تأسس عام 1985م، ليكون مرجعًا حيًا لذاكرة عسير ومخزونها الثقافي.
وبفضل تنوعها الطبيعي والثقافي والتاريخي، تواصل رجال ألمع ترسيخ مكانتها كوجهة وطنية متكاملة تجمع بين السياحة البيئية والتراثية، وتُعد خيارًا مثاليًا للباحثين عن الجمال الطبيعي والتاريخ العريق في قلب منطقة عسير.