📍 الرياض – 24 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 15 نوفمبر 2025 م
يعكس معرض “بنان” في نسخته الثالثة حضورًا عالميًا واسعًا، حيث جمعت أجنحته أكثر من 40 دولة قدّمت مدارس حرفية متنوعة وخبرات متراكمة، ما أتاح للحرفيين السعوديين فرصة استثنائية للتعرّف على أساليب إنتاج جديدة وتطوير تقنياتهم بما يتماشى مع التوجّهات العالمية والمعايير المعاصرة في مجالات التصميم والحرف.
وشهدت الأجنحة الدولية تنوعًا لافتًا في الأساليب الفنية والتقنيات المستخدمة، إذ حمل كل جناح هوية ثقافية متفردة تُبرز خصوصية الموروث الحرفي للدول المشاركة. وعرَضت وفود آسيوية وأوروبية وأفريقية نماذج مبتكرة تعتمد على دقة النسيج ومعالجات متقدمة للخشب، واستخدامات فنية للمعادن، ما جعل المعرض بمثابة “مدرسة عالمية” مفتوحة تُثري خبرات الزوار والحرفيين على حد سواء.
وكان للتبادل المعرفي دور محوري خلال الفعالية، حيث أتاحت الورش والحوارات المهنية فرصًا للحرفيين من مختلف الدول لتبادل الأفكار حول صقل المواد، وتقنيات التلوين، وأدوات التشكيل، إلى جانب مناقشة طرق المزج بين الأصالة والتطوير في مراحل الإنتاج. وأسهمت هذه التجارب في توفير نماذج مرجعية متعددة للحرفيين السعوديين، سواء في مجال التصميم المستدام أو الفن التطبيقي أو إنتاج القطع عالية الجودة.
كما قدمت الأجنحة الدولية رؤى متقدمة حول علاقة الحرفة بالسوق من خلال أساليب عرض ترتكز على السرد القصصي، وتغليف احترافي، واستراتيجيات تسويقية تتصل بأسلوب الحياة، بالإضافة إلى تصميمات تستلهم الهوية الثقافية لكل بلد. وقد شكّل هذا كله محتوى بصريًا ومهنيًا ثريًا يمكّن الحرفيين السعوديين من تطوير منتج محلي قادر على دخول أسواق جديدة وتعزيز حضوره في المعارض الدولية.
وتبرز قوة هذا التجمع الدولي في قدرته على فتح حوارات حول مستقبل الحرف عالميًا، إذ تتجه الأسواق المعاصرة نحو دمج الحرف في التصميم الداخلي والموضة والديكور والهدايا الفاخرة والمشاريع السياحية. وقدّمت الوفود المشاركة أمثلة لنجاحات عالمية تحافظ على الأصالة وتقدّم الموروث في قالب حديث، ما يمنح الحرفيين المحليين تصورًا أوضح لمتطلبات السوق وتحقيق الاستدامة الاقتصادية.
وتنسجم هذه التجارب مع جهود هيئة التراث في دعم وتمكين الحرفيين، عبر توفير بيئة تتيح لهم الاطلاع على أفضل الممارسات العالمية، وتعزيز التواصل مع مدارس حرفية دولية، وبناء شبكات علاقات تُسهم في تطوير المنتج السعودي وصقل أدواته الإنتاجية، بما يعزز نمو السوق المحلي ويدعمه بمفاهيم تنافسية ومهنية حديثة.
ويؤكد هذا الحضور الدولي الدور المحوري لمعرض “بنان” في تشكيل مستقبل الحرف في المملكة، إذ يُعد منصة تجمع ثقافات متعددة في بيئة واحدة، وتفتح آفاقًا جديدة للسوق المحلي، وتدفع بالصناعات الحرفية نحو مستويات أرقى من الحضور والتأثير محليًا وعالميًا.
#بنان #الأسبوع_السعودي_الدولي_للحرف_اليدوية #هيئة_التراث #عام_الحرف_اليدوية_2025 #الحرف_الدولية #التبادل_الثقافي #الصناعات_الحرفية #التراث_السعودي #التصميم_الحرفي #رؤية_السعودية2030