تعد قرية رجال المع، الواقعة على بُعد 45 كيلومترًا من مدينة أبها، وجهة تراثية تزخر بالتاريخ والجمال. بمبانيها الحجرية الملونة والمتميزة بألوانها الدافئة والنابضة بالحياة، تعكس هذه القرية تاريخًا يمتد لأكثر من 700 عام، حيث كانت مركزًا للحياة الاجتماعية والتجارية في المنطقة.
العمارة والبيئة:
الطراز المعماري في رجال المع يُظهر الفنون الهندسية القديمة التي تجمع بين الفائدة والجمال، حيث ترتفع المباني الحجرية المستخدمة فيها صخور البازلت السوداء التي تعطي قوة ومتانة للمباني، بينما يضفي حجر الكوارتز الأبيض لمسات جمالية على الجدران الخارجية. هذه المباني ليست فقط ملاذًا للسكان بل هي شاهد على التقاليد والحرف اليدوية التي امتدت عبر الأجيال.
تجربة الزائر:
زيارة قرية رجال المع تعد بمثابة رحلة عبر الزمن. يمكن للزوار اكتشاف القطع التراثية في المتحف، التي تحكي قصص الأجيال التي عاشت هنا، والاستمتاع بمناظر القرية من أعلى قصبة العوص التي توفر إطلالات بانورامية على المنطقة. كما يقدم “كوخ العسل” تجربة فريدة لتذوق العسل المحلي النقي، وتعرف الزوار على عملية إنتاجه بطرق تقليدية.
الفعاليات والثقافة:
كل عام، تتحول رجال المع إلى مهرجان ثقافي حي، حيث تُقام الفعاليات الثقافية والعروض الفنية التي تبرز الموسيقى والرقصات التقليدية، إلى جانب ورش العمل التي تعلم الزوار الحرف اليدوية كالنسيج والخزف. هذه الفعاليات تجذب الزوار ليس فقط للاستمتاع بالجمال الطبيعي والتاريخي للقرية، بل للانغماس في تجربة ثقافية غنية تحتفي بالتراث العربي الأصيل.
رجال المع ليست مجرد وجهة سياحية، بل هي تجربة تعيد الزوار إلى جذور الثقافة العربية وتعرفهم على جمال الحياة في الأزمان الغابرة. إنها فرصة للتواصل مع الماضي واكتشاف كيف كانت الحياة في الجزيرة العربية قبل قرون. رجال المع تقدم للزوار ليس فقط منظوراً عن البنية التاريخية والثقافية، بل توفر أيضاً مساحة للتأمل والإلهام من خلال التجارب الحية التي تعزز الصلة بالتراث وتثري الروح الإنسانية.
