نظّمت مكتبة الملك فهد الوطنية مساء الثلاثاء جلسة حوارية بعنوان: “الكتابات العربية القديمة في الجزيرة العربية”، قدمها البروفيسور سليمان بن عبدالرحمن الذييب، أستاذ الكتابات القديمة بجامعة الملك سعود سابقًا، وأحد أبرز المتخصصين في دراسة النقوش والكتابات القديمة.
محاور الجلسة: استكشاف جذور الكتابة وتطورها
استعرض البروفيسور الذييب خلال الجلسة مجموعة من المحاور المهمة التي سلطت الضوء على:
- نشأة الكتابة على مستوى العالم ومراحل تطورها عبر التاريخ.
- الكتابات القديمة المتنوعة التي ظهرت في الجزيرة العربية قبل نشأة الخط العربي، مثل:
- الكتابة الثمودية
- اللحيانية
- الصفائية
- الآرامية
- النبطية
- المسند الجنوبي
وأوضح الذييب أن الكتابات القديمة في الجزيرة العربية تُعدّ جزءًا مهمًا من تاريخ الحضارات الإنسانية، مؤكدًا أن النقوش الثمودية التي تنتشر في مناطق متعددة من المملكة تُعتبر من أقدم الخطوط المعروفة، وقد سميت بهذا الاسم بسبب كثرة ورود كلمة “هـ ث م د” فيها، وليس لها علاقة بقوم ثمود المذكورين في القرآن الكريم.
نظريات أصل اللغة وتطور الكتابة
تطرق المحاضر إلى النظريات المختلفة حول أصل اللغة وتطورها، موضحًا أنها تنقسم إلى أربع نظريات أساسية:
- النظرية اللاهوتية: تفترض أن اللغة إلهام إلهي هبط على الإنسان.
- النظرية الفلسفية: ترى أن اللغة نشأت نتيجة ارتجال الإنسان للألفاظ.
- النظرية البيولوجية: تعزو أصل اللغة إلى تطور الحركات والأصوات الناتجة عن انفعالات الإنسان والحيوان.
- النظرية الأنثروبولوجية: تربط بين الأصوات والمعاني بشكل تدريجي.
وأشار الذييب إلى المراحل التي مرت بها الكتابة بدءًا من الرسوم البدائية، مرورًا بالكتابة الرمزية والمقطعية، ووصولًا إلى الكتابة الأبجدية التي تُعدّ مرحلة متقدمة في تاريخ تطور أنظمة الكتابة.
إسهامات البروفيسور سليمان الذييب
يُعتبر البروفيسور سليمان الذييب أحد أبرز المتخصصين في النقوش والكتابات القديمة، وله إسهامات بحثية ومؤلفات عديدة تُعدّ مرجعًا مهمًا في دراسة النقوش العربية. ومن أبرز مؤلفاته:
- “دراسة تحليلية للنقوش الآرامية القديمة في تيماء”
- “نقوش الحجر النبطية”
- “المعجم النبطي”
- “قواعد اللغة النبطية”
- “الحياة الاجتماعية في منطقة حائل من خلال النقوش الثمودية”
- “نقوش عربية قديمة وإسلامية من منطقة نجران”
أهمية الجلسة
تأتي هذه الجلسة في إطار جهود مكتبة الملك فهد الوطنية لنشر الوعي الثقافي والتاريخي وتعزيز الاهتمام بتراث الجزيرة العربية وتاريخها العريق. كما تساهم في تسليط الضوء على أهمية النقوش القديمة في فهم تاريخ الشعوب والحضارات التي ازدهرت في الجزيرة العربية قبل الإسلام.