شهد اليوم السادس من فعاليات مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثانية الموافق 22 ديسمبر 2024، حراكًا ثقافيًا متنوعًا، جمع بين ندوات فكرية عميقة وعروض مسرحية متميزة أثرت الحضور وأشعلت روح الإبداع.
ندوة فكرية حول استدامة المسرح العربي
بدأت الفعاليات بندوة حوارية تحت عنوان “المسرح المعاصر في العالم العربي: بين الإبداع والاستدامة”، جمعت نخبة من المفكرين والمبدعين، بينهم الدكتور كمال العلاوي من تونس، والدكتورة لينا أبيض من لبنان، بإدارة الإعلامي سلطان النوه.
ناقشت الندوة التحديات التي تواجه المسرح العربي، خاصة فيما يتعلق بالاستدامة الفنية والبيئية. استعرض الدكتور علاوي تطور المسرح منذ العصر اليوناني مرورًا بالعصور الوسطى وعصر النهضة وصولًا إلى تأثيرات إميل زولا، الذي أحدث ثورة فنية وفكرية على الانطباعية.
من جهتها، تناولت الدكتورة أبيض كيفية تحسين الإنتاج المسرحي عبر تطبيق تقنيات الاستدامة مثل تدوير النفايات والطباعة الرقمية، ما يُمكّن المسرح من تحقيق تأثير فني عميق مع تقليل البصمة البيئية.
عروض مسرحية تمزج بين الواقع والخيال
“حفيد للإيجار”
قدمت مسرحية “حفيد للإيجار” تجربة اجتماعية جريئة بأسلوب راقٍ، حيث استعرضت حبكة تفاعلية تسلط الضوء على الصراع الأبدي بين طموح الفقير وجشع الغني. تناولت المسرحية بأسلوب فني متميز الأحلام والتحديات التي يواجهها الإنسان في عالم مليء بالخداع والاستغلال.
“طوق”
عرضت مسرحية “طوق” قصة حياة خمسة موظفين يواجهون رتابة العمل اليومي في أحد المكاتب. عبر حبكة درامية تركز على صراعاتهم الداخلية، قدم العرض رسالة عميقة حول كيفية كسر قيود الزمن والتغلب على الملل بجرأة وإبداع.
تفاعل كبير مع الفعاليات الختامية
اختُتمت فعاليات اليوم السادس بمجموعة من الأنشطة التي جمعت بين الإبداع الفني والابتكار المسرحي، وشهدت حضورًا جماهيريًا كبيرًا. التفاعل مع العروض والحوارات عكس روح المهرجان التي تجمع بين التميز الفني والعمق الثقافي، مما يعزز مكانة مهرجان الرياض للمسرح كحدث ثقافي بارز في المنطقة.