تعد رحلة البحث عن الفقع، أو الكمأة، في منطقة الحدود الشمالية من المملكة تجربة فريدة تجمع بين مغامرة الاستكشاف وجمال التراث. هذه الرحلة الموسمية التي تبدأ في يناير وتستمر حتى نهاية مارس، تشهد إقبالًا واسعًا من عشاق الطبيعة وهواة التراث، الذين ينطلقون في أجواء صحراوية خلابة لاستكشاف هذا الكنز الطبيعي الذي تنفرد به الصحراء.
أجواء الرحلة وتجربة البحث
في منطقة “الصحين”، تحت شمس الصباح الدافئة، تتلاقى رائحة المطر الممتزجة بالتربة مع هدوء الصحراء لتخلق بيئة ملهمة. يستخدم الباحثون أدوات تقليدية مثل “العصي” لتحريك التربة و”المساحي” اليدوية لإزالة الطبقات السطحية دون الإضرار بالفقع. كما تُعد هذه الأدوات تعبيرًا عن الترابط العميق بين الإنسان وبيئته، حيث توارثت الأجيال فنون البحث واستكشاف مواقع نمو الكمأة باستخدام إشارات التربة والنباتات المحيطة.
الفقع: أنواع وخصائص فريدة
الفقع هو نوع من الفطريات البرية ينمو تحت الأرض، وتعتمد سرعة نموه على الأمطار التي تُهيئ التربة من خلال أمطار الوسم. تظهر الكمأة على سطح التربة بعلامات مثل تشققات خفيفة أو انتفاخات صغيرة.
- أنواع الفقع:
- الزبيدي: الأكبر حجمًا والأكثر استدارة.
- الخلاسي: ذو شكل غير منتظم.
- الجبي: صغير ومستدير.
- الهوبر: الأصغر حجمًا والأكثر تفاوتًا في الشكل.
تتميز الكمأة بنكهة فريدة تضفي طابعًا مميزًا على الأطباق، مما يجعلها جزءًا مهمًا من الموروث الغذائي المحلي.
رمزية الموسم
يمثل موسم البحث عن الفقع احتفالًا بالطبيعة والتراث، حيث يجتمع الناس في رحلة مليئة بالمغامرة والتعاون، مما يعزز الروابط الاجتماعية ويعيد إحياء تقاليد متوارثة. كما يُبرز أهمية توعية الأجيال الجديدة بالحفاظ على البيئة الصحراوية كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية.