الجمعة 4 أبريل 2025، شهد مسرح الأمير سلطان بن عبدالعزيز بالمركز الحضاري في مدينة الباحة فعاليات تراثية حية ضمن مشروع “جولة المسرح المحلي”، الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية بالتعاون مع جمعية المسرح والفنون الأدائية، حيث خاض الزوار تجربة ثقافية أصيلة تحاكي حِرف البحر القديمة التي كانت تمثل نمط حياة متكامل في المجتمعات الساحلية.
وتنوّعت العروض بين مشاهد حية لـ صناعة أقفاص صيد السمك (القراقير) وشباك الصيد متعددة الطبقات، إضافة إلى تقديم مهنة الغوص لاستخراج اللؤلؤ بكل تفاصيلها التقليدية، في مشهد تفاعلي جذب الزوار وأعاد إحياء الموروث البحري العريق.
وأوضح الحرفي أحمد الخميس من محافظة الأحساء، أن الغواصين قديمًا كانوا يستخدمون أدوات طبيعية لا تُضر البيئة البحرية، مثل “الخوص”، مشيرًا إلى أن هذه الحرفة كانت تتطلب دقة ومهارة عالية.
أما الحرفي خالد الهويدي، فأكد أن صناعة “القراقير” تتم وفق معايير عالمية باستخدام النايلون وخيوط دقيقة تُنسج بطريقة خاصة، بحيث تكون الفتحات أقل من بوصتين لصيد الأسماك والأصداف، مشيرًا إلى أنها مهنة متوارثة بين الأجيال وتُعد من أهم الصناعات الساحلية.
وشهد ركن صناعة الشباك تفاعلًا كبيرًا من الزوار الذين تعرفوا على أدوات وتقنيات الصيد القديمة، وطريقة تجهيز الشباك بالأثقال اليدوية، وتوقيتات الصيد المختلفة بين الليل والنهار. وقد عبّر الحضور عن إعجابهم بهذه التجربة الغنية التي أعادت إليهم ذكريات الآباء والأجداد، وربطتهم بجذورهم الساحلية الأصيلة.