مكة المكرمة – 26 مايو 2025م الموافق 28 ذو القعدة 1446هـ
مع اقتراب موسم حج 1446هـ، يشهد حي حراء الثقافي في مكة المكرمة إقبالًا لافتًا من الزوار من داخل المملكة وخارجها، حيث يعيش الزائرون رحلة إيمانية وثقافية لا تُنسى من مهد الرسالة ومنبع الوحي، في تجربة تمزج بين المعرفة والتقنية والروحانية.
يمتد الحي، الذي تشرف عليه الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بالتعاون مع إمارة منطقة مكة، على مساحة تزيد عن 67 ألف متر مربع أسفل جبل حراء، ويحتضن مجموعة من المعالم الثقافية والإيمانية التي تُجسد عظمة الرسالة الإسلامية، وتمنح الزائر تجربة متكاملة تغذي العقل والروح.
يُعد معرض الوحي أحد أبرز مكونات الحي، حيث ينقل الزائر عبر رحلة بصرية تفاعلية لحظة نزول الوحي على النبي محمد ﷺ من خلال تقنية الواقع الافتراضي، في محاكاة تفاعلية عالية الدقة لأحداث السيرة النبوية، تُظهر عظمة الرسالة وتفاصيل المكان الذي شهد لحظة التحول الكبرى في تاريخ الإنسانية.
كما يضم الحي متحف القرآن الكريم الذي يضم قاعات متخصصة تشمل المخطوطات النادرة، وتاريخ علوم القرآن، وتطور الكتابة القرآنية، بالإضافة إلى أكبر مصحف وأكبر حامل مصحف في العالم المُسجلين في موسوعة غينيس، إلى جانب لوحة فسيفسائية ضخمة لسورة الفاتحة ومطلع سورة البقرة بمساحة تزيد عن 76 مترًا مربعًا تضم أكثر من مليون قطعة من البورسلين. ويضم المتحف أيضًا قطعة أصلية من كسوة الكعبة المشرفة مزينة بآيات من كتاب الله بخيوط من الذهب والفضة.
ويُعد الحي تجربة متكاملة للزوار من مختلف الأعمار، حيث يضم جلسات خارجية، مقاهي، محلات هدايا، ومجموعة من المطاعم والمرافق ذات الطابع التراثي والمعاصر، إلى جانب سوق الحرف اليدوية والصناعات التراثية، مما يجعله وجهةً نابضة تجمع بين العمق الروحي والجاذبية السياحية الحديثة.
ويساهم الحي في تعزيز معايير جودة الحياة، وإثراء تجربة الزائر للحرمين الشريفين من خلال إتاحة فهم أعمق لتاريخ الوحي والسيرة النبوية، في بيئة تحتفي بالهوية الإسلامية والتقنية الحديثة في آنٍ واحد.