الرياض | 21 محرم 1447 هـ الموافق 16 يوليو 2025م
في مشهد يعكس عمق الهوية التراثية للمملكة، تشارك مبادرة “عام الحِرف اليدوية 2025” في موسم التمور بالدرعية، الذي ينظمه المركز الوطني للنخيل والتمور خلال الفترة من 14 إلى 24 يوليو الجاري، وسط حضور جماهيري لافت واهتمام واسع بالمنتجات الحرفية المرتبطة بالنخلة، الرمز الأصيل للعطاء والاستدامة في الثقافة السعودية.
وتضم المشاركة ثمانية حرفيين سعوديين متميزين، يستعرضون باقتدار مهاراتهم في الصناعات التقليدية التي ارتبطت بالنخيل ومنتجاته عبر العصور، حيث يقدمون نماذج فنية من الحِبال، والخوصيات مثل السلال والحقائب، إضافة إلى الأوعية الليفية متعددة الاستخدام، وهي حرف تنبثق من الاستفادة الكاملة من أجزاء النخلة، بدءًا من السعف والجذوع وحتى الألياف الدقيقة.
🧺 فن من جذور الأرض:
تُعد حرفة الخوصيات من أبرز ما يلفت أنظار الزوار، إذ تُستخدم أوراق النخيل بعد تجفيفها وتلوينها في صناعة سلال لحفظ التمور وحقائب يدوية تحمل طابعًا تراثيًا يعكس الروح السعودية الأصيلة، بينما يتم نسج الحبال من الألياف المستخرجة من الجذوع، في مشهد يُجسد الفلسفة القديمة للاستدامة وإعادة التدوير التي مارسها سكان الجزيرة العربية منذ قرون.
🌴 حضور تراثي في قلب موسم اقتصادي:
ويمثل موسم التمور بالدرعية منصة مثالية لتلاقي الفنون الحرفية مع أحد أبرز المنتجات الزراعية في المملكة، حيث يجمع بين القيمة الاقتصادية للتمور، والأصالة التراثية للحِرف المرتبطة بها، ما يعزز من حضور المنتج المحلي، ويفتح آفاقًا جديدة للحرفيين لتسويق أعمالهم والارتقاء بها إلى مصاف الصناعات الإبداعية.
🎯 استراتيجية وطنية لإحياء الحِرف:
وتأتي هذه المشاركة ضمن سلسلة من المبادرات المنبثقة عن “عام الحِرف اليدوية 2025″، التي أطلقتها وزارة الثقافة لتعزيز الحضور الوطني للحِرف التقليدية، وتوفير منصات عرض في الفعاليات الثقافية والسياحية والاقتصادية، بما يحقق التوازن بين صون التراث وتطويره ضمن رؤية المملكة 2030.
وأكد منظمو الفعالية أن هذه الخطوة تسهم في بناء جسور بين الماضي والحاضر، من خلال إبراز مهارات الحرفيين ودعمهم ليتفاعلوا مع جمهور أوسع، مما يعزز من استدامة هذا الإرث الحرفي ويمنحه حضورًا عصريًا يليق بهويته العريقة.