الطائف | 30 يوليو 2025
تشهد أرياف الطائف حراكًا سياحيًا متناميًا يجعل منها وجهة مثالية لعشّاق الطبيعة والتجارب الريفية الأصيلة، حيث تحوّلت إلى منصات نابضة بالحياة تجمع بين الراحة والاستكشاف والثقافة والترفيه، في بيئة ريفية تمتزج فيها البساطة المعمارية مع عمق التراث والطبيعة الجبلية الخلابة.
وتزدهر المنطقة بعدد من المنتجعات والنزل الريفية التي اعتمدت في تصميمها على الخشب والحجر الطبيعي، لتمنح الزائر تجربة إقامة مريحة بين المزارع والبساتين والجبال، وسط أجواء الهواء النقي والسكينة البصرية. ويُمكن للزائر التمتع بأنشطة متنوعة تشمل:
-
ركوب الخيل والدراجات الجبلية
-
المشي بين الحقول
-
المشاركة في حصاد الثمار وتجربة الزراعة المحلية
وأوضح المرشد السياحي خالد الغريبي أن هذه التجربة لا تقتصر على الجانب الترفيهي فقط، بل تمثل رافدًا اقتصاديًا واجتماعيًا للمنطقة، إذ تسهم النزل الريفية ومراكز الترفيه في توفير فرص عمل للشباب، وتشجيع تسويق المنتجات الزراعية الطازجة، إضافة إلى إتاحة الفرصة للحرفيين المحليين لعرض صناعاتهم التقليدية من فخار وسدو ونسيج.
كما أصبحت هذه الأرياف منصة ثقافية نشطة، حيث تُنظَّم أمسيات شعرية، وعروض فنية وفلكلورية تُجسد التراث المحلي، ما يجعل من الزيارة تجربة متكاملة تُحفّز الزائر على التفاعل مع المجتمع، وفهم عاداته وتقاليده.
ومن جانبه، أكد الأديب والكاتب الثقافي عبدالله الأبح أن أرياف الطائف تُعد مركزًا حيويًا للتبادل الثقافي والاجتماعي، تُسهم في تعزيز السياحة الداخلية، وحماية البيئة من خلال برامج مستدامة وتوعوية، وفعاليات تثقيفية للأطفال، مشددًا على أن هذه النزل تحمل بين جدرانها قصة مجتمع حي يحافظ على إرثه، ويطوّر اقتصاده، ويقدم نفسه للعالم بصورة مختلفة وأصيلة.
وتؤكد هذه التجارب أن الريف السعودي، وتحديدًا في الطائف، لم يعد مجرد مكان للهروب من صخب المدينة، بل بات رافدًا تنمويًا وثقافيًا يعكس قوة التراث المحلي حين يتكامل مع الابتكار السياحي والاستدامة البيئية.