📍 الباحة | 14 صفر 1447 هـ الموافق 08 أغسطس 2025 م
تنبض الفنون الشعبية في منطقة الباحة بالحياة، حاملةً معها تاريخًا عريقًا يروي قصص الأجداد ويعكس تنوّع البيئات والثقافات في جنوب المملكة. وتتميز هذه الفنون بتعدد أشكالها وأنماطها، حيث تختلف من محافظة لأخرى، مما أوجد مشهدًا فنيًا متنوعًا يلبي ذائقة الزوار والمقيمين، ويجسد الأصالة المتوارثة عبر الأجيال.
وأوضح مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة، علي خميس البيضاني، أن المنطقة تضم 12 فرقة شعبية بأكثر من 350 عضوًا ومشاركًا من مختلف المحافظات، وتعمل الجمعية على توثيق وإحياء الفنون المندثرة مثل: الهرموج، المهشوش، السامر، اللعب، المسحباني، طرق الجبل، المجالسي، وذلك من خلال مهرجانات خاصة، إضافة إلى حضورها في المناسبات الوطنية والاجتماعية والسياحية.
وبيّن البيضاني أن هذه الجهود تنسجم مع رؤية المملكة 2030 في دعم الثقافة والفنون، وتحويل التراث المحلي من إرث أرشيفي إلى منتج ثقافي معاصر يعكس تنوّع وثراء الإنسان في الباحة، مشيرًا إلى إدراج الفنون الشعبية ضمن موسوعة الأدب الشفهي والطب الشعبي بالمنطقة.
من جانبه، أوضح عضو الجمعية محمد بن ربيع الغامدي أن الفنون الأدائية في الباحة تنقسم إلى قسمين رئيسيين:
-
العرضة: فن شعبي تطبيقي يجمع بين الجمال الفني والجانب النفعي، إذ كان يُستخدم لاستعراض قوة القبيلة والتدريب على المناورة، ويعتمد على الإيقاع والآلات وحركات الجسد.
-
اللعب: فن صرف لأجل الفن، يشمل الهرموج، المسحباني، السامر، المكسور، ويُؤدى باستخدام آلات مثل الزير، الحلة، الدف، إضافة إلى آلات النفخ الشعبية.
وتتألق هذه الفنون في المهرجانات والمناسبات الوطنية، حيث تشتهر العرضة والمدقال بمشاهدها المبهرة التي تمتزج فيها أزياء الفرسان بدخان البارود، وتصدح ساحاتها بالقصائد الحماسية، إلى جانب رقصات أخرى مثل: الخطوة، الزحفة، القزعوى، الزامل، المسيرة، الرايح.
ويعد هذا التنوع الفني أحد عوامل الجذب السياحي والثقافي في منطقة الباحة، مما يجعلها وجهة بارزة لعشاق التراث والفنون الشعبية في المملكة.