📍 الرياض – 17 ربيع الآخر 1447هـ الموافق 9 أكتوبر 2025م
في إطار فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، وتحت شعار “الرياض تقرأ”، نظم المعرض ندوة حوارية نوعية حملت عنوان “المرصد العربي للترجمة.. من المبادرة إلى التأثير”، استعرضت المسيرة المعرفية للمرصد ودوره في دعم صناعة الترجمة العربية وتعزيز حضورها على المستويين الإقليمي والدولي.
وشارك في الندوة كلٌّ من الدكتور عبدالحكيم السنان، المشرف على المرصد العربي للترجمة، والدكتور خليفة الهزاع المترجم والكاتب، والمترجمة الأدبية دلال نصر الله، في جلسة تفاعلية تناولت تحولات المشهد الترجمـي العربي، ودور المرصد في تحقيق التكامل المعرفي والثقافي بين الجهات المعنية بالترجمة في العالم العربي.
وأوضح الدكتور السنان أن المرصد، الذي أُطلق بمبادرة من المملكة العربية السعودية ممثلةً في هيئة الأدب والنشر والترجمة وبالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، يمثل أول مرجع عربي متخصص في رصد وتوثيق حركة الترجمة، مشيرًا إلى أن المرصد يسعى إلى دعم المترجمين والمؤسسات الثقافية، وتطوير المعايير المهنية للترجمة، وبناء شراكات استراتيجية تسهم في التنمية الثقافية المستدامة.
وبيّن أن المنصة الرقمية للمرصد تضم أكثر من 800 مترجم متخصص في مختلف اللغات، وما يزيد على 100 ألف ببليوغرافية لكتب مترجمة من العربية وإليها، فضلًا عن تسجيل أكثر من 2000 دار نشر عربية ودولية، مما يجعلها قاعدة بيانات رائدة في مجال الترجمة على مستوى المنطقة.
وأضاف أن المرصد يعتمد في عمله على ثلاث لجان تخصصية: لجنة الرصد، ولجنة تطوير الأعمال، ولجنة المنح والأبحاث، التي تعمل على تحليل حركة الترجمة ومتابعة اتجاهاتها، ودعم الدراسات النوعية التي تسهم في رفع جودة المحتوى المترجم وتوسيع أثره الثقافي والمعرفي.
من جانبه، أكد الدكتور خليفة الهزاع أن المرصد بات اليوم مرجعية عربية موثوقة في توثيق الترجمات، مشيرًا إلى أهمية بناء جسور تعاون مع المؤسسات التعليمية ودور النشر لترسيخ حضور الترجمة الأكاديمية والمهنية. كما دعا إلى التحكم في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الترجمة بما يضمن الحفاظ على جودة النصوص ودقة المعنى الثقافي.
أما المترجمة الأدبية دلال نصر الله، فأشارت إلى أن المرصد تحوّل من فكرة إلى واقع ملموس خلال فترة وجيزة، مؤكدة أهمية تطوير أدواته التقنية وتوسيع انتشاره العالمي، مع وضع مؤشرات أداء لقياس الأثر الثقافي والمعرفي، وتعزيز أمن البيانات وحماية حقوق المترجمين والمبدعين.
وتأتي هذه الندوة ضمن جهود معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 في تسليط الضوء على المبادرات الثقافية النوعية التي تسهم في بناء صناعة معرفية عربية متطورة، تواكب رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تمكين الثقافة بوصفها محورًا من محاور التنمية الوطنية، وتعزيز دور السعودية كجسر ثقافي عالمي في مجالات الفكر والترجمة والإبداع.