📍 جدة – 12 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 3 نوفمبر 2025 م
تجسّد متاحف دار الفنون الإسلامية في محافظة جدة روعة الفن الإسلامي الأصيل عبر مجموعة من المقتنيات النادرة التي تجمع بين الجمال والروح والإتقان، لتروي للزائرين حكاية الحرف والزخرفة والابتكار في العصور الإسلامية المتعاقبة، حيث يبرز جناح الفن الإسلامي كأحد أهم الأقسام التي تحتفي بجمال الخط العربي وتاريخه العريق.
وفي أرجاء الجناح، يستوقف فن الخط العربي الزوار بجمالياته وتنوع مدارسه، ليكشف كيف تحوّل من وسيلةٍ للكتابة إلى لوحةٍ فنية نابضة بالحياة تعبّر عن الإيمان والذوق الرفيع والإبداع الإنساني في أبهى صوره.
ويضم الجناح مجموعة من المخطوطات القرآنية والقطع الفنية التي تُجسّد عناية المسلمين بالحرف القرآني ودقة تنفيذه، من أبرزها قطعة قماشية نادرة يبلغ طولها مترين وستين سنتيمترًا، كُتب عليها ثلث القرآن الكريم (عشرة أجزاء) بخطٍ غباريٍ دقيقٍ لا تُرى تفاصيله إلا عند التأمل، في مشهد يعكس براعة الحرفيين المسلمين وقدرتهم على الجمع بين الإيمان والفن في نسيجٍ واحدٍ من الجمال الخالد.
كما يضم المتحف جزءًا من مصحفٍ نُسخ على يد الخطاط إسماعيل الزهدي، أحد أبرز الخطاطين في العهد العثماني، وقد كُتب على ورقٍ فاخرٍ تتخلله فواصل الآيات داخل إطارات مذهبة تزدان بزخارف هندسية دقيقة تُجسد دقة الصنعة وجمال الذوق الفني في المخطوطات القرآنية.
ومن المقتنيات اللافتة أيضًا قطعة فنية فريدة كُتبت فيها آية قرآنية حمل كل حرفٍ منها أحد أسماء الله الحسنى، في تجسيد بصري مدهش لمعاني التوحيد والروحانية، يُظهر كيف تجاوز الإبداع الإسلامي حدود الشكل والزخرفة ليصل إلى عمق المعنى التعبّدي والجمالي.
ويبرز جناح الفن الإسلامي أن الخط العربي ليس مجرد كتابة، بل هو روح الفن الإسلامي، وأن ما خلّفه الخطاطون والحرفيون من آثارٍ مكتوبة هو جزء من هويةٍ ثقافيةٍ خالدة تربط الماضي بالحاضر وتُلهم أجيال المستقبل، في مشهدٍ يجسّد أصالة الحضارة الإسلامية وإبداعها المتجدد.