مكة المكرمة – 3 يونيو 2025م الموافق 07 ذو الحجة 1446هـ
في قلب مكة المكرمة، وتحديدًا في الطابق الثاني من أبراج الساعة، يقف المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية شامخًا كواحد من أبرز المعالم الثقافية والروحية التي تُمثّل امتدادًا وجدانيًا لتجربة الحج، تحت إشراف رابطة العالم الإسلامي.
ويُعد المتحف وجهة فريدة لا غنى عنها لضيوف الرحمن، حيث يقدّم أكثر من 30 جناحًا معرفيًا مدعومة بأكثر من 200 عرض تفاعلي متاح بـ سبع لغات عالمية، ليخاطب الحجاج والزوار بلغاتهم، ويأخذهم في رحلة معرفية وروحية عميقة، تغوص في تفاصيل حياة النبي محمد ﷺ من ولادته إلى وفاته، مرورًا بأخلاقه، ومأكله، وملبسه، وتعاملاته.
ويتميّز المتحف بتقديم محتوى معروض بأسلوب علمي وتقني مبتكر، من خلال مجسمات واقعية وعروض بانورامية مثل “جناح النبي” والعرض التفاعلي للحجرة الشريفة، والتي تنقل الزائر من المشاهدة إلى المعايشة، وتُحاكي مشاهد من السيرة النبوية بدقة تاريخية ومعمارية عالية.
وتحمل الزيارة للمتحف بعدًا وجدانيًا عميقًا، إذ لا تقتصر التجربة على الاطلاع أو التوثيق، بل تُلامس الروح وتربط الزائر بمسيرة النبوة، وكأن المتحف يُكمل شعائر الحج برسالة معرفية تُغني العقل والوجدان، ليكون عنصرًا مكملًا لتجربة الحاج الروحية.
ويشهد المتحف خلال موسم الحج إقبالًا واسعًا من حجاج مختلف الجنسيات، ويُشرف على الجولات داخله مرشدون متخصصون في السيرة النبوية والثقافة الإسلامية، ليقدموا للزوار تجربة متكاملة تجمع بين الدقة العلمية، والإلهام الإيماني، والتقنيات الحديثة.
ويمثّل المتحف منارة حضارية وروحية عالمية تسهم في تعزيز الصورة المشرقة للإسلام ونشر قيمه النبيلة، وتجسيد مكانة مكة كمركز إشعاع معرفي إلى جانب قدسيتها، ضمن جهود المملكة في الارتقاء بتجربة الحج والعمرة بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030.