📍 جدة – 22 ربيع الآخر 1447 هـ الموافق 14 أكتوبر 2025 م
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، الرئيس الفخري لوقف لغة القرآن الكريم، انطلقت اليوم في جامعة الملك عبدالعزيز أعمال الندوة الدولية “شجاعة العربية: مقاربات لغوية ومعرفية”، التي ينظمها وقف لغة القرآن الكريم بالتعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وذلك في مركز الملك فيصل للمؤتمرات، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والباحثين من داخل المملكة وخارجها.
واستهل الحفل بكلمةٍ لمعالي رئيس جامعة الملك عبدالعزيز ورئيس مجلس نظارة وقف لغة القرآن الكريم الدكتور طريف بن يوسف الأعمى، أكد فيها أن تنظيم هذه الندوة يأتي تجسيدًا لعناية المملكة باللغة العربية بوصفها لغة الهوية المعرفية والحضارية، وأداة تأسيس للفكر والإبداع وبناء الوعي الإنساني.
وأشار إلى أن العربية تمتلك عناصر القوة والتجدد والقدرة على التفاعل مع العصر، واصفًا إياها بأنها لغة تملك شجاعة المواجهة والتأثير، وليست مجرد وسيلة للتواصل، بل وعاء فكر وتاريخ وإنسان.
وأوضح الأعمى أن الندوة تهدف إلى تقديم قراءة علمية معمقة لمفهوم “شجاعة العربية” من خلال محاورها المتخصصة، التي تتناول قدرة اللغة العربية على التكيف مع التحولات اللغوية المعاصرة، والانفتاح على التعليم الرقمي والتقنية الحديثة، إلى جانب استجابتها لمتطلبات التعريب والترجمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يعزز حضورها العالمي ويواكب رؤية المملكة 2030 في التنمية المعرفية.
وتضمّن الحفل عرضًا مرئيًا استعرض مشاريع وبرامج وقف لغة القرآن الكريم، تلاه إلقاء قصيدة شعرية للدكتور محمد علي العمري عبّر فيها عن مكانة العربية وثرائها البلاغي والبياني.
عقب ذلك، ألقى الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي كلمةً أكد فيها أن التعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز يأتي في إطار جهود المجمع لتعزيز مبادرات خدمة اللغة العربية ودعم حضورها في التعليم والبحث العلمي ومجالات التقنية والابتكار.
وأشار إلى أن المجمع أطلق خلال السنوات الأخيرة برامج نوعية، شملت بناء مدوّنات لغوية ضخمة وتطوير منصات رقمية متقدمة، وإصدار معاجم متخصصة، إلى جانب عقد شراكات وطنية تدعم تمكين اللغة العربية وتعزيز استخدامها المؤسسي.
وشهدت الندوة جلسات حوارية علمية؛ تناولت الجلسة الافتتاحية موضوع “أهمية اللغة العربية وسبل النهوض بها” بمشاركة عدد من أصحاب المعالي والقيادات الفكرية والعلمية، من أبرزهم:
معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة كبار العلماء، ومعالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الإعلام الأسبق، والدكتور عبدالعزيز السبيل الأمين العام السابق لجائزة الملك فيصل العالمية، إلى جانب نخبة من الباحثين والمتخصصين.
أما الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان “قراءة في بناء المفهوم وأبعاده”، فقد تناولت منهجيات دراسة مفهوم “شجاعة العربية” وأبعاده المعرفية واللغوية، وما يمثله من دعوة لتجديد الوعي اللغوي والفكري في ضوء التغيرات المعاصرة.
واختُتم حفل الافتتاح بتكريم الجهات المشاركة والمتحدثين، وسط تأكيد المشاركين على أهمية دعم المبادرات الوطنية التي تعنى بخدمة اللغة العربية وتمكينها عالميًا، وتعزيز حضورها في عصر التحول الرقمي.
وتتواصل أعمال الندوة يوم غدٍ بعدد من الجلسات العلمية والفعاليات المصاحبة، التي تناقش قضايا اللغة العربية في سياقها الحضاري والتربوي والتقني، بمشاركة خبراء وباحثين من مختلف الدول العربية والعالمية.